في قلب واحة الزهور، وبين أشجار النخيل الشاهقة، عاش أمير الصغير، عازف الكمان الموهوب. كان أمير يمضي ساعات طويلة يعزف ألحانه العذبة، فيسحر بها الطيور والحيوانات. ذات يوم، بينما كان أمير يعزف لحنًا جديدًا لم يسمعه أحد من قبل، بدأ الكمان يضيء بنور ساطع. اهتزت الأرض قليلًا، وظهرت من بين الزهور مخلوقة صغيرة، لامعة، بأجنحة فراشة. كانت جنية صغيرة باسم نور، انبثقت من عالم النور السحري بفضل لحن أمير. نور، بعينيها اللامعتين وشعرها الذهبي، نظرت إلى أمير بابتسامة مشرقة. قالت نور بصوت رقيق، 'أهلًا بك يا أمير، لقد استدعيتني بلحنك السحري. أنا نور، جنيّة الكمان، وسأكون صديقتك وحليفتك'. اندهش أمير وتفاجأ، لكنه لم يخف. ابتسم لنور ورحب بها في حياته. لم يكن يعلم أن هذه اللحظة ستكون بداية مغامرة عظيمة.
في ذلك اليوم الهادئ، بينما كان أمير ونور يتبادلان الأحاديث والضحكات، ظهر فجأة دخان أسود كثيف في الأفق. سرعان ما اتضح أن مصدر الدخان هو قلعة الساحر الشرير، ضرغام. كان ضرغام ساحرًا شريرًا، يعيش في قلعة مظلمة تحيط بها الأشواك والأفاعي. سمع ضرغام عن قوة الكمان السحري وقرر الاستيلاء عليه. كان يطمح لاستخدامه في السيطرة على مخلوقات عالم النور، وتحويل الواحة الجميلة إلى أرض قاحلة. اقترب ضرغام على متن مركبته الطائرة المصنوعة من عظام الحيوانات، ونزل أمام أمير ونور بهالة من الظلام. قال بصوت أجش، 'أعطني الكمان أيها الصغير، وإلا ستندم'. لم يخف أمير، بل وقف بشجاعة أمام الساحر الشرير. رد أمير بثبات: 'لن أعطيك الكمان، إنه ليس لك'.
غضب ضرغام من رد أمير، وأطلق تعويذة سحرية، فظهرت أفعى ضخمة حاولت الإمساك بأمير. تدخلت نور بسرعة، وأطلقت شعاعًا من النور على الأفعى، فأصابها بالارتباك وأخرها قليلًا. استغل ضرغام هذه الفرصة، وانقض على أمير، وخطف الكمان من بين يديه. حاول أمير المقاومة، لكن قوة ضرغام كانت أكبر منه. صرخ أمير بغضب: 'أعد الكمان يا ضرغام!'. ضحك ضرغام ضحكة شريرة، وقال: 'الآن أصبح الكمان ملكي، وسأستخدمه لتحقيق أهدافي الشريرة'. ثم صعد على مركبته الطائرة، واختفى في السماء، تاركًا أمير ونور في حالة من اليأس. شعرت نور بالذنب لأنها لم تستطع حماية الكمان. قالت نور بحزن: 'أنا آسفة يا أمير، لم أكن قوية بما يكفي'. رد أمير بتعاطف: 'لا تلومي نفسك يا نور، سنستعيد الكمان معًا'.
بعد لحظات من التفكير، قرر أمير ونور الذهاب إلى الغابة المسحورة، للبحث عن حكيم الغابة، جدعان. كان جدعان معروفًا بحكمته وقدرته على مساعدة المحتاجين. انطلق أمير ونور في رحلتهما، متجهين نحو الغابة المسحورة. كانت الغابة مكانًا غريبًا ومليئًا بالأشجار المتشابكة والنباتات الغريبة. كانت الأصوات تصدر من كل مكان، وكانت الظلال تتحرك من حولهم. واجه أمير ونور العديد من التحديات في الغابة، مثل عبور نهر عميق، وتسلق جبل شاهق، وتجنب الوحوش المفترسة. استخدم أمير مهاراته في العزف على الكمان لتهدئة الحيوانات المتوحشة وتجنب خطرها، بينما استخدمت نور سحرها لإضاءة الطريق وتجاوز العقبات. أخيرًا، وبعد رحلة طويلة وشاقة، وصلا إلى كوخ جدعان. كان الكوخ صغيرًا ومتواضعًا، يقع في قلب الغابة. وجدا جدعان جالسًا أمام الكوخ، محاطًا بالحيوانات والطيور.
رحب جدعان بأمير ونور بحفاوة، واستمع إلى قصتهما باهتمام. بعد أن انتهى أمير من سرد القصة، قال جدعان: 'أعلم عن قوة الكمان السحري، وأعلم عن شر ضرغام. يجب عليكم استعادة الكمان قبل أن يتمكن ضرغام من تحقيق أهدافه الشريرة'. سألت نور: 'كيف نستعيد الكمان يا جدعان؟'. أجاب جدعان: 'يجب عليكم التوجه إلى قلعة ضرغام، والتسلل إليها، واستعادة الكمان. لكن قلعة ضرغام محصنة جيدًا، ومحمية بالوحوش والعفاريت'. قال أمير: 'سنفعل كل ما بوسعنا لاستعادة الكمان'. ابتسم جدعان، وقال: 'أنا أؤمن بكما. سأعطيكما خريطة للقلعة، وستساعدكما على التسلل إليها. أيضًا، سأعطيكما بعض الأدوات السحرية التي ستساعدكما في مهمتكما'. أعطى جدعان أمير ونور خريطة للقلعة، وزجاجة سحرية تمنح الشجاعة، ووشاح سحري يخفيهما عن الأنظار.
بعد توديع جدعان، انطلق أمير ونور نحو قلعة ضرغام. استخدما الخريطة لتجنب الحراس والوحوش. استخدم أمير الوشاح السحري ليختفي عن الأنظار، بينما استخدمت نور سحرها لإطفاء المشاعل وإحداث الفوضى. واجه أمير ونور العديد من التحديات في القلعة، مثل تجنب الأفخاخ المميتة، وحل الألغاز الصعبة، والقتال ضد العفاريت. استخدم أمير مهاراته في العزف على الكمان لتهدئة الوحوش وإبعادها، بينما استخدمت نور سحرها لفتح الأبواب المغلقة وإعطاء أمير القوة. بعد وقت طويل من التسلل والمغامرة، وصلا أخيرًا إلى غرفة الكمان. كانت غرفة مظلمة ومليئة بالأقفال والأبواب المحصنة. وجدا ضرغام يقف أمام الكمان، وهو يعزف عليه لحنًا شريرًا. كان اللحن يؤثر على المخلوقات السحرية، ويجعلها أكثر شراسة وعدوانية.
قرر أمير مواجهة ضرغام. تناول زجاجة الشجاعة السحرية، ودخل إلى الغرفة. وقف أمير أمام ضرغام، وقال: 'أعطني الكمان يا ضرغام، وإلا سأجبرك على ذلك'. ضحك ضرغام، وقال: 'لن تستطيع فعل شيء أيها الصغير. أنا أمتلك قوة الكمان الآن'. بدأ أمير بالعزف على الكمان لحنًا مضادًا للحن ضرغام الشرير. كان لحن أمير لحنًا مليئًا بالنور والأمل والحب. بدأ اللحن يؤثر على المخلوقات السحرية، ويجعلها أكثر هدوءًا ولطفًا. اندهش ضرغام من قوة لحن أمير النور، وحاول إيقافه، لكن أمير كان يعزف بكل قوته وعزيمته. تدخلت نور، وأطلقت شعاعًا قويًا من النور على ضرغام، فأصابه بالارتباك وأفقده تركيزه. استغل أمير هذه الفرصة، وانقض على ضرغام، وانتزع الكمان من يده. ثم عزف أمير لحنًا سحريًا، فأعاد المخلوقات السحرية إلى حالتها الطبيعية. هزم أمير ونور ضرغام، وأنقذا الواحة من شروره. عاد أمير ونور إلى الواحة، واستقبلهما أهلها بالفرح والاحتفال. عاش أمير ونور بسعادة، واستخدما الكمان السحري في نشر النور والأمل في كل مكان.
في واحة الزهور، يكتشف أمير الصغير قوة سحرية في كمانه، لكن الساحر الشرير ضرغام يطمع فيه. يخوض أمير ونور، الجنية التي استدعاها الكمان، مغامرة لاستعادة الكمان من قلعة ضرغام. بمساعدة حكيم الغابة، جدعان، يواجهان التحديات ويتغلبان على الشر، ويعيدان النور إلى الواحة.